کد مطلب:241340 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:298

اتیان المرأة الحائض
الحائض:

الحكم الصحیة:

ان للاعتزال الجنسی مدة الحیض مبررات بدنیة و نفسیة فی كلا الجنسین و خاصة عند المرأة.

أولا عند المرأة:

1- ان احتقان الأعضاء الجنسیة الخارجیة والداخلیة فی فترات الحیض یجعلها أكثر حساسیة و أسرع تعرضا للتسلخ والالتهاب، خاصة اذا وجد عدم التناسب بین أعضاء الرجل والمرأة أو استعمل الرجل ضراوته نتیجة تهیجه.

2- ان معظم الجراثیم ترحب بالوسط الذی تتیحه افرازات الحیض حیث ان الدم یجعل وسط المهبل معتدلا أو قلویا بعد أن كان حامضا فتتكاثر بسرعة عظیمة و نشاط عجیب، و ذلك حال الجراثیم الكامنة فی أعضاء المرأة والرجل والجراثیم التی تدخل من الخارج أثناء المباضعة. و اضافة الی ذلك فان مقاومة المرأة للأمراض تنقص الی حدها الادنی أثناء الحیض. و كثیرا ما یستفیق فی الطمث التهاب كامن فی أعضاء المرأة الجنسیة، و یزید فی امكانیة ذلك و فی اشتداد الالتهاب حدوث المباضعة وقت الحیض.

3- ان التهیج المرافق للمناسبة الجنسیة یزید فی احتقان و توارد الدم الی الأعضاء الجنسیة. و قد یؤدی ذلك الی النزف الطمثی الشدید لا سیما اذا كان بالأعضاء التناسلیة ورم أو التهاب، و قد یؤدی الی زیادة ألم الطمث، فاذا كان عند المرأة میل للنزف الطمثی أو لاشتداد آلام الطمث، فعلی بعلها أن یمتنع حتی من الاقتراب النفسی والملاعبة الزائدة.

4- یتقلص الرحم أثناء الارتعاش الجنسی عند المرأة ثم یرتخی مرتشفا محتویات المهبل من منی و مفرزات و ما تحوی من جراثیم، و قد یؤدی ذلك الی التهاب البطانة الرحمیة أو التهاب الملحقات، خاصة و أن اعضاء المرأة الجنسیة تكون أكثر استعدادا للالتهاب فی فترة الحیض.

5- ان التوعك والآلام والحالة شبه المرضیة أو المرضیة التی تصیب كثیرا من النساء فی فترة الحیض، تجعل المرأة غیر مستعدة نفسیا للمناسبة الجنسیة فی ذلك الظرف علی الغالب خاصة و أنها تشعر فی تلك الفترة بالهبوط والضیق والزهد.

و تمر السنون و یتقدم العلم و تتنور بصیرة الانسان. و تستمر الأبحاث العلمیة بشكل متواصل لتؤكد مكانة و جلالة و عظمة العلوم والارشادات التی جاء بها القرآن الكریم.

و بغیة التعرف علی الأضرار والأذی الذی یحدثه المحیض، یتحتم علینا دراسة هذه الظاهرة دراسة علمیة حدیثة، لیتسنی من خلالها معرفة ظاهر الآیة الكریمة. و هنا تنتصب الأسئلة:

1- متی یحدث المحیض؟

2- ما هی مراحل تكوینه و نهایته؟

3- ما هی التغیرات التی تطرأ علی المرأة أثناء المحیض؟

4- ما نوع الأمراض والعوارض التی لها علاقة بالمحیض؟

5- ما هی المضار و نوع الأذی الذی یصیب المرأة جراء المقاربة فترة المحیض؟

6- ما هو المطلوب منا أثناء مدة المحیض؟

1- متی یحدث المحیض؟

یبدأ المحیض ما بین سن (14-11)، و ینتهی ما بین سن (55-45)، و بعبارة أوضح أی منذ فترة نضوج المرأة جسدیا و جنسیا الی ابتداء سن الیأس.

2- مراحل تكوین المحیض و انتهائه:

أ- مرحلة النمو: و فیها یبدأ الغشاء الداخلی للرحم و منذ الیوم الخامس بالنمو من جدید، لیعید تكوین نفسه، و یأخذ الغشاء المذكور بالتضخم تدریجیا حتی یصل أعلی مراحل نموه فی الیوم (15-14) استعدادا لاستقبال البیضة.

ب - مرحلة نزول البیضة: و تبدأ فی الیوم (15-14) من أیام الدورة الشهریة للمبیض، و فیها تنزل البیضة من المبیض استعدادا للقاء الحیمن، و اكمال عملیة التلقیح.

ج - مرحلة الافراز: حیث تفرز فیها كمیات كبیرة من (الاوستروجین) و (البروجستیرون) لجعل الرحم علی استعداد لاستقبال البیضة و احتضانها، و تبدأ هذه المرحلة فعلا منذ نزول البیضة و تستغرق (14) یوما. فاذا حدث التلقیح للبیضة بدأت عملیة الحمل و استمرت بشكل طبیعی، و اذا لم یحدث التلقیح تبدأ كمیات (الاوستروجین) و (البروجستیرون) المفرزة بالنقصان، فیترتب علی ذلك حدوث تغیرات علی الغشاء الداخلی للرحم تنتهی بنزول المحیض فی الیوم (28) من الدورة الشهریة، و فیها تطرد الخلایا التی نمت خلال الدورة مع الافرازات التی كانت تملأ الغدد، اضافة الی كمیات قلیلة من الدم. و تستغرق هذه العملیة عادة بین (7-4) أیام.

3- التغیرات التی تطرأ علی المرأة أثناء المحیض:

أ- تغیرات فی درجة حرارة الجسم: تبدأ درجة حرارة الجسم بالانخفاض فی بدایة المحیض حتی تصل الی درجة (36) بالفم، و ذلك بتأثیر هرمون (الاوستروجین) علی (هایبوثالمص) الدماغ، المسؤول عن تنظیم حرارة الجسم حتی منتصف الدورة الشهریة، و بعد ذلك تبدأ درجة حرارة الجسم بالارتفاع و بمعدل (نصف الی واحد) درجة، حتی بدایة المحیض القادم، و یحصل ذلك بتأثیر هرمون (البروجستیرون) علی (الهایبوثالمص)، و عند بدء المحیض تبدأ درجة حرارة الجسم بالانخفاض ثانیة بسبب ضآلة افراز هرمون (البروجستیرون).

ب- تغیرات دمویة:

1- انخفاض فی تركیز (هیموغلوبین) الدم.

2- انخفاض فی عدد كریات الدم الحمراء.

3- انخفاض تركیز الحدید فی (بلازما) الدم.

4- انخفاض فی عدد كریات الدم البیضاء.

ج - نقصان مقاومة الجسم للأمراض خلال المحیض:

و ذلك بسبب انخفاض عدد كریات الدم البیضاء المقاومة للأمراض، و زیادة ترسب الدم، و لذا تحدث الاصابة بالامراض و تزداد التفاعلات والحساسیة نتیجة لذلك.

د- حساسیة العضلات البدنیة:

و ذلك من خلال زیادة ذبذباتها الداخلیة، الأمر الذی یؤدی الی التهیج وردود فعل عصبیة.

ه- حدوث تغیرات فی الأوعیة الدمویة خلال المحیض:

تؤدی الی زیادة احتقان الحوض، و سرعة تكسر الأنابیب الدمویة الشعریة، فینجم عن ذلك (زرقة) فی الجسم تشبه الرضوض احیانا.

و- ازدیاد الضغط النفسی للمرأة أثناء المحیض:

و هذه الحالة عامة تتعرض لها النساء غالبا.

ز- صداع فی الرأس:

و هذا المرض أكثر شیوعا خلال فترة المحیض، و غالبا ما یحدث نتیجة التغیرات التی تطرأ علی الأوعیة الدمویة.

ح - تعرض المهبل والرحم للاصابة بالأمراض:

یقوم المهبل فی الحالات الاعتیادیة بافرازات حامضیة بواسطة العصیات (المهبلیة) لتلیینه و وقایته من الاصابة بالمیكروبات والأمراض، و عند المحیض یتبدل الوسط الحامضی الی وسط یمیل نحو القاعدیة مما یساعد الامراض والمیكروبات أن تصیب المهبل أو الرحم المفتوح.

4- أمراض و عوارض لها علاقة بالمحیض:

أ- مرض الضغط النفسی السابق للحیض: و یلاحظ فیه تغیرات تطرأ علی سلوك المرأة و نفسیتها بسبب الأعراض العصبیة والنفسیة والتنفسیة والمعویة و القلبیة والدمویة، و ربما تصل الحالة ببعض النساء الی مضاعفات خطیرة تقرب من درجة الموت.

ب - صداع نصفی: یصیب المرأة احیانا، و یحدث اما قبل المحیض أو أثنائه، و یكون شدیدا عند بعض النساء مما یؤدی الی تقیؤ و دوران و ضعف فی البصر.

ج - ألم فی الثدیین: و هذا الألم شائع عند النساء أثناء المحیض، و یحصل علی الأعم قبل بدء الحیض. فتشعر المرأة بألم فی ثدییها لا سیما عند الملامسة او المداعبة.

د - نزف مناطق أخری من الجسم: و غالبا ما یحدث نزف من الأنف مع حساسیة ترافق النزف الحاصل خلال المحیض، و یكون ذلك نتیجة التغیرات الهرمونیة التی تصاحب الدورة الشهریة والمحیض.

ه- الألم المصاحب للمحیض: و یحدث هذا الألم فی أسفل البطن، او فی منطقة الحوض، و یصیب الكثیر من النساء، فینجم عنه عطل المرأة و عجزها عن القیام بعمل او دراسة مضافا الی ركود فعالیاتها الاخری.

5- المضار و نوع الأذی الذی یصیب المرأة جراء المقاربة الجنسیة فترة المحیض:

أ- التهاب الأعضاء التناسلیة للمرأة، كالمهبل والرحم، و ما یصحب ذلك من ارتفاع فی درجات الحرارة، و ترشحات مرضیة ذات رائحة كریهة فی بعض الاحیان.

ب- تخرش المهبل والاصابة بالرضوض والسحجات.

ج - وصول الالتهاب فی بعض الحالات الی ملحقات الرحم كقناة البیض، یؤدی بالنتیجة الی العقم الدائم.

د- آلام فی منطقة الثدیین، و عدم حصول الانسجام عند المداعبة.

ه- ردود فعل عصبیة تؤدی الی انقطاع شدید للمحیض مع آلام شدیدة.

و- اضطراب حالة المرأة النفسیة یؤدی بها الی تصرفات غیر طبیعیة فی البیت والمجتمع.

ز- زیادة كمیة النزف الدموی المرافق للمحیض یصحبه ضعف عام لدی المرأة.

ح- التهاب الأعضاء التناسلیة فی الرجل، یشمل لشدته المثانة والمجاری البولیة والبروستات.

6- ما هو المطلوب منا أثناء مدة الحیض؟

أ- الانتظار حتی انقطاع الحیض.

ب- غسل المرأة من المحیض حتی تستعید صحتها و تكون طاهرة و ذات زینة كاملة.

ج - بعد زوال المؤثرات والأعراض، و بعد الغسل، تكون المرأة فی وضع جسدی و نفسی قابل لارضاء الزوج.

د- یؤدی الصبر خلال فترة المحیض الی عدم الافراط فی التقارب الجنسی، و یكبح شهوة الرجل، و یجعل من العملیة الجنسیة عملیة انسانیة ترضی الطرفین، و ذات رغبة متبادلة.

بعد هذا الاستعراض الموجز للأضرار والأذی الذی یترتب جراء المقاربة أثناء المحیض، تتضح لنا عظمة كلام الله، و أن المحیض هو بالفعل أذی و یؤدی الی ما ذكرناه من الامراض والعوارض، والأفضل للرجل الانتظار حتی تطهر المرأة لأن فی ذلك صلاح للطرفین بما یضمن سلامتهما.

ه- و اذا كانت المرأة علی استعداد نفسی للمناسبة الجنسیة أثناء طمثها فلتتذكر أنها معصیة لله تعالی، و أن أغلبیة الرجال یشعرون بالاشمئزاز والنفور من الرائحة الشهریة المرافقة للطمث. و قلیل منهم الذین یشعرون ببهجة و انجذاب.

ان شم هذه الرائحة الشهریة لا یقتصر علی منطقة الاعضاء الجنسیة، بل تمتد فی معظم النساء الی افرازات الجلد والنفس. فالذوق الغنی الجمیل یهیب بالمرأة أن تأخذ حذرها فی فترة الطمث من اثارة اشمئزاز زوجها، لتظل بهیجة فی نظره محببة الی نفسه و لیزداد شوقه.

ثانیا عند الرجل:

1- ان النفور والاشمئزاز الذی یعرض للرجل من الرائحة الشهریة و منظر الدم السائل قد یؤدی به الی برودة تجاه زوجته.

2- قد یحدث عند الرجل التهاب الاحلیل بعد البضاع فی أثناء الطمث بتسرب مفرزات الحیض الیه. و عوامل هذا الالتهاب جراثیم مختلفة قد تكون كامنة فی أعضاء المرأة التناسلیة فتعود الی نشاطها و حیویتها أثناء الطمث، و قد تصل جراثیم التهاب الاحلیل الی سائر الجهاز البولی التناسلی فتسبب فی بعض أقسامه التهابا قد یزمن.

3- ان الجماع فی أثناء الحیض اسراف من جانب الرجل فی وقت مقطوع فیه بعدم حدوث الحمل، و هو الغرض الأسمی من الجماع، و الحیض علی كل حال یمكن اعتباره فترة استجمام للرجل أیا كانت قوته، یكون بعدها أشد رغبة فی الجماع و أكثر لذة فیه.

ان تلك الاضرار التی قد تلحق بالمرأة او الرجل من جراء المباضعة وقت الحیض هی الأذی المذكور فی قوله تعالی: (و یسألونك عن المحیض قل هو أذی فاعتزلوا النساء فی المحیض و لا تقربوهن حتی یطهرن)، أی یسألونك عن اتیان النساء أثناء حیضهن فقل لهم ان ذلك أذی و ضرر فابتعدوا عنه. ذكر الله جل و علا ذلك بأسلوب عال لطیف، و نزلت هذه الآیة قصدا بین ما یفعله العرب فی المدینة و ما حولها، و ما یفعله الیهود من افراطهم فی مجانبة النساء فی أثناء الحیض فلا یجالسونهن و لا یؤاكلونهن، و بین النصاری الذین لا یتحرجون من اتیان نسائهم فی الحیض.

و بما أن المرأة غالبا ما تكون فی أیام الطمث عدیمة الرغبة فی الجماع او نافرة منه، و بما أن الرجل هو العنصر الفاعل فی المناسبة الجنسیة اقتضی ذلك توجیه الخطاب الی الرجال: (فاعتزلوا النساء فی المحیض).

ان الحكم الصحیة التی ذكرتها فی اعتزال النساء فی المحیض ینطبق معظمها علی اعتزالهم فی النفاس.

العقیدة الایمانیة والرحمة الالهیة:

لیس هناك من تعارض بین الدین والعلم الذی یجب أن یكون كل منهما فی خدمة الآخر.. فعندما یقول الله سبحانه و تعالی عن المحیض أنه أذی فلا بد و أن تكون مجامعة الزوجة خلال هذه الفترة هی أذی بدون أدنی شك، بالنسبة للرجل والزوجة والدلیل علی ذلك علمیا أنه من رحمته عزوجل بالمرأة الحائض قد أسقط عنها الصلاة أداء و قضاء و أسقط عنها الصوم أداء لا قضاء حتی تزول أیام حیضها فتؤدی صومها فی فرصة أخری، و ذلك رأفة من الله سبحانه بحالة المرأة البدنیة والنفسیة أثناء هذه الفترة - و یقاس علیها النفساء ایضا - و سواء سكتت أو لم تسكت تلك الآراء الهزیلة المخربة فان قول الحق تبارك سیظل صدقا و یقینا حتی قیام الساعة بالرغم من أن الدراسات الطبیة المعاصرة أثبتت بما لا یدع مجالا للشك أن الاتصالات الجنسیة خلال الدورة الشهریة للزوجة لها أضرارها السیئة بالنسبة للزوج والزوجة سواء علی الناحیة الوظیفیة او النفسیة.

فسیولوجیا الحیض و متاعبه:

من المعروف بیولوجیا أن الأنثی ابتداء من بلوغها سن الیأس یفرز جهازها التناسلی بویضة انثویة كل دورة قمریة (28 یوما) تنطلق من المبیض الأیمن شهرا و من المبیض الایسر شهرا آخر، و هذه البویضة تسیر مع بدایة الاسبوع الثالث فی المسالك البولیة المتمیز بالحموضة، من أجل وقایة المسالك البولیة من الاضرار والاملاح ولو تغیر هذا الوسط الحمضی الی قلوی لتكونت فیه الأملاح الضارة و تكاثرت فیه المیكروبات والجراثیم التی سرعان ما تهاجم الجهاز البولی و تؤدی الی تكوین الصدید بالبول و ربما الی قرحة المثانة.

لكن اذا لاحظنا افرازات اللعاب بالفم نجدها من النوع القلوی لتساعد الانزیمات علی هضم النشا فی الطعام، و لكن فی نفس الوقت نجد عصارة المعدة حامضیة بدرجة معینة لتسمح بهضم الطعام، ولو زادت عن النسبة المسموح بها لأصیب الانسان بقرحة المعدة، و هكذا تتجلی حكمة الخالق فی توزیع الاماكن التی تنتشر فیها الاوساط الحامضیة والقلویة بالجسم البشری الواحد فی هرمونیة رائعة، كوسیلة طبیعیة لحمایة أعضاء و أنسجة و خلایا أجهزة الجسم المختلفة من الاصابة بالمیكروبات و كذلك ایضا ضد المؤثرات الكیمیائیة.

لذلك نجد الافرازات المهبلیة هی حامضیة الوسط من أجل حمایة الجهاز التناسلی للأنثی، من المیكروبات الضارة والالتهابات، ولو تغیر هذا الوسط الی قلوی لزادت نسبة الحموضة عن معدلها الطبیعی، و حدثت الالتهابات.. و من عظمة الخالق أن جعل هذا الوسط الحامضی فی مهبل الانثی سواء كانت متزوجة أو غیر متزوجة و سواء كانت طفلة صغیرة او بالغة، فقد استطاع العلماء الكشف عن نوع معین من البكتیریا العضویة التی تسبب هذا الوسط الحامضی، و هی تشبه بكتیریتا التخمر فی اللبن الزبادی التی تؤدی حامضیته المعروفة.

كما اكتشفوا هذا النوع من البكتیریا فی اناث الاطفال حدیثی الولادة و بالتحدید بعد أن یبلغ عمر الطفلة سبعة أیام من ولادتها، و لكن الشی ء المحیر حتی الآن هو عدم معرفة مصدر هذا النوع من البكتیریا و من أین تأتی.

عموما ان تغیر الوسط الحامضی الطبیعی للافرازات المهبلیة الی وسط قلوی أثناء فترة الحیض یتحلل تماما من درجة المناعة الطبیعیة لهذا الجزء من الجسم هذا بجانب الاحتقان الدموی، و شدة تفتح الأوعیة الدمویة و احتقانها فاذا حدث اتصال جنسی بین المرأة و زوجها، ربما تنفذ الجراثیم والمیكروبات التی قد تكون فوق العضو التناسلی منتظرة اخصابها من الحیوان المنوی للزوج فاذا حدث هذا اللقاء - التلقیح - علقت البویضة فی أحد جدران الرحم و حدث الحمل، و اذا لم یحدث التلقیح خرجت البویضة فی الاسبوع الرابع والاخیر ممزقة جارفة معها بعض الشوائب و هی عبارة عن مزیج من خلایا بطانة الرحم والسوائل الدمویة و افرازات الغدد، و تنزف المرأة من قاع الرحم نزفا مستمرا من 3 الی 7 ایام و تصبح بذلك الشعیرات الدمویة التی تغذی خلایا الرحم مكشوفة والأوردة منتفخة متفتحة یخرج علی أثرها الدم و یسیل مع بقیة خلایا الغشاء المبطن للرحم التی غالبا ما تتمیز برائحة متعفنة.

قبل حدوث الطمث بأیام قلیلة تحدث بعض التغیرات الفسیولوجیة والكیمیائیة بالجسم فنلاحظ امتلاء الصدر مع وجود آلام خفیفة فی أسفل الظهر و ربما ظهور بعض البقع او البثور الجلدیة المؤقتة مع حدوث تغیرات هرمونیة تسبب للمرأة توترا خفیفا قبل الدورة الشهریة، و أثناء حدوثها تشعر المرأة بأن حالتها العامة غیر طبیعیة فتشكو من التعب والخمول، و تحس بثقل الرحم و ارتخائه، مع وجود آلام ربما تشتد أسفل الظهر و أسفل البطن مع آلام اخری مصدرها الاحساس بضغط المثانة او انقباض عضلات الرحم، للتخلص من بعض السوائل الموجودة فیه و تشتد هذه التقلصات لدی المراهقات بصفة خاصة، نظرا لعدم مرونة الألیاف العضلیة للرحم عندهن.

هناك عدة أعراض جانبیة متنوعة تظهر علی الكثیر من الاناث أثناء فترة الحیض من أهمها المیل الی الراحة نتیجة للشعور بالتوعك والألم الذی ربما یزداد تبعا لتقلصات الرحم لطرد ما فیه من سوائل، بینما تشعر البعض بامتلاء المثانة او الامساك والبعض الآخر بهبوط درجة العملیات الحیویة التی تبعث فی الجسم القوة والطاقة فینتج عن ذلك ضعف التمثیل الغذائی، و انخفاض درجة حرارة الجسم، و ربما یصاحب ذلك وجود صداع نصفی، او حالة غثیان وقی ء، هذا بالاضافة الی هبوط درجة المناعة ضد الأمراض و تغییر الوسط الحمضی الذی یعیش فییه الجهاز التناسلی للمرأة الی وسط قلوی صالح تماما لنمو المیكروبات الضارة.

حكایة الأوساط الحامضیة والقلویة:

من حكمة الخالق سبحانه و تعالی فی بیولوجیة الانسان أن جعل الكلیتین تفرزان التناسلی للزوج، فتصیب الجهاز التناسلی للمرأة بأخطار جسیمة، لأنه فی هذه الفترة لا تجد الجراثیم ما یبیدها من الافرازات الحمضیة داخل المهبل الذی یكون ملوثا بالسائل الدموی الذی یحتوی علی بعض الزرنیخ والیود، والفوسفور والمانجنیز، و بعض المواد السامة و هی بیئة مناسبة لتكاثر الجراثیم الضارة و نموها، و خاصة المیكروبات العنقودیة والسبحیة التی تجد فی هذا المكان أرضا خصبة، فتحدث التهابات شدیدة ربما تنتشر من عنق الرحم الی قناة الرحم - قناة فالوب - والمبیضین مما یؤدی ذلك الی كثرة التجمعات الصدیدیة ثم الاصابة بالعقم و عدم الانجاب مستقبلا.

الأضرار الصحیة للرجل:

عند الاتصال الجنسی یتعرض الرجل لاستقبال دم الحیض الفاسد، و هو بذلك یضع عضوه التناسلی فی بیئة دمویة صرفة تسكنها آلاف بل ملایین المكروبات السبحیة والعنقودیة التی تجد فی هذه المنطقة بیئة خصبة للتكاثر والنمو السریع فتنتقل فورا الی القناة البولیة للزوج، و تحدث التهابا ینتقل الی غدة البروستاتا التی سرعان ما یصیبها الالتهاب الحاد، ثم المزمن و بالتالی یؤدی الی العقم و عدم الانجاب مستقبلا. و یا لیت الأمر یقف عند هذا الحد، و انما تصاب المثانة والحالبان بالالتهابات التی تنتقل الی حوض الكلی او الكلی نفسها، و یتعرض الرجل الی الاصابة بحالة الفشل الكلوی. هذا بجانب الاضرار الفادحة التی تصیب الخصیتین.

الأضرار النفسیة للزوجین:

ان المرأة أثناء فترة الحیض تكون شدیدة الحساسیة، و سریعة الغضب والتقلب فی الرأی فجأة، بدون سبب معقول نظرا لحالات الضیق والنفور التی تنتابها دون مبرر ظاهر و تشتد جمیع هذه الاعراض، و غیرها قبل و مع بدایة الحیض، فیظهر علیها اضطراب المزاج، و ضعف المیل الجنسی، حیث أنها غیر مهیأة لقبول هذا العمل نفسیا و اذا حدث ذلك قسرا من الزوج فانه یشعرها بالمزید من الألم البدنی والنفسی.

أما بالنسبة للزوج فان لقاءه الجنسی مع الزوجة أثناء الحیض یجعله یشعر بنوع من الاشمئزاز سواء بالنسبة لحالة الجهاز التناسلی للمرأة او رائحتها خلال هذه الفترة خاصة بالنسبة للافرازات العرقیة و حصیلة التنفس لبعض النساء تحتوی علی مواد یطلق علیها (السموم الطمثیة) و هی مضرة بالأزهار والثمار، كما أن دم الحیض یسبب رائحة خاصة عند ملامسته للهواء فیكون سببا فی شعور الزوج بنوع من التقزز والاشمئزاز من زوجته.

ان الخلاصة التی یمكن الخروج بها من هذا التحلیل العلمی أن عملیة الجماع أثناء فترة الحیض تعتبر عملا عقیما لا یأتی بأی فائدة بل علی العكس یكون مجهودا ضائعا بدون طائل، و یسبب المزید من الاضرار البدنیة والصحیة والنفسیة. و بذلك تظهر لنا عظمة التشریع السماوی فی عدم مجامعة الزوجة الحائض.. لأن المولی عزوجل ما أباح لنا امرا الا لكونه صالحا نافعا، و لا حرم علینا أمرا الا لكونه ضارا خبیثا.. صدق الله العلی القدیر.. و خرست أفواه الكافرین المضللین.



[ صفحه 158]



قال الامام علیه السلام: اتیان المرأة الحائض یولد الجذام [1] فی الولد.



[ صفحه 161]




[1] الجذام:

الجذام مرض يتسبب من فساد أعضاء الغذاء اضافة الي فساد الهواء و مجامعة النساء في الحيض.. و أول علامات المرض احمرار بياض العين و هي أول ما يبدو من المرض حتي قيل انها تسبقه بسبع سنوات.. كذلك من علامات الاصابة بالجذام احمرار البدن والبول ثم كثرة العرق و عفونته و تغير الصوت بالخشونة و تقلص الأنف و تدرن البدن ثم تقيحه و أخيرا اعوجاج الاطراف من الجسم ثم سقوطها.. و الجذام مرض خطير و هو يورث - كما يقول صاحب التذكرة - أي أنه من الأمراض الوراثية و هو من الأمراض المعدية، و قد جاء عن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: فر من المجذوم فرارك من الأسد، كما قال صلي الله عليه و آله و سلم ايضا: كلم المجذوم و بينك و بينه قدر رمح أو رمحين، كما قال صلي الله عليه و آله و سلم: لا تديمو النظر الي المجذوم.

و من الوصفات الشعبية التي جاءت لعلاج الجذام نذكر ما وجدنا أنه نافع لشفاء المرض بالتجربة..

اذا شرب من مغلي أوراق الحنظل مقدار درهمين يوميا و لمدة عشر أيام كان نافعا لعلاج الجذام.

و مما يشفي الجذام شرب مغلي أوراق الحناء معقودا بالسكر الابيض كل يوم و لمدة اربعين يوما..

كذلك اذا أضيفت الي عصارة أوراق الكرنب مقدار نصفها من الخل والقطران و شرب منه صباحا و مساء أوقف المرض و نفع في شفائه..

أما ما يقوله الطب الحديث:

يعتبر الجذام من الأمراض المزمنة التي تصيب الانسان يفعل نوع من البكتيريا الباسيلية المعروفة باسم «مايكوبكتريم ليبرا».. و تنتقل العدوي الي الانسان عن طريق الجلد والملامسة أو استعمال حاجيات المريض، كذلك يمكن للميكروب أن ينتقل عبر الجهاز التنفسي او الهضمي.. والواقع أن انتقال العدوي من شخص لآخر تعتمد علي قابلية المرء للعدوي.. و بمجرد دخول الميكروب الي الجسم فانه يتوزع الي أجزاء الجسم و أنسجته المختلفة.. والغريب أن أعراض الجذام قد تظل كامنة داخل الشخص بعد العدوي بالميكروب لمدة طويلة فلا تظهر قبل عشرين سنة من بداية العدوي.

و تبدأ أعراض الاصابة بالجذام في أحد شكلين.. أولهما و تكون الاصابة في بدايتها علي شكل بثرة مستديرة لها حواف محددة و واضحة ثم يبدأ الجلد حولها بالاحمرار و بعد فترة قصيرة تظهر بثور اخري و يتورم الجلد و يبدو الوجه و كأنه «وجه أسد» و تظهر علي الوجه حبيبات تختلف في حجمها و يمكن لهذه الحبيبات أن تتقرح.. و من الممكن أن يصاب الأنف ببعض التشوهات.. و قد يعاني المريض من حمي و تورم المفاصل.. أما الشكل الثاني من الاصابة، فانه يشمل بجانب الأعصاب.. لذلك فان مكان الاصابة يبدو مخدرا عديم الاحساس و قد يكون الجلد مكان الاصابة ذا لون أخف من لون الجلد الطبيعي فيبدو باهتا.. كما تصبح الاعصاب سميكة يمكن الاحساس بها باللمس من فوق الجلد.. و كما قلنا فان الاحساس باللمس يبدو مفقودا خاصة في الجانب الداخلي من الساعد أما اليد والقدم فان الحركة تقل بدرجة كبيرة و قد تتساقط الاطراف بعد امتصاص عظم الأصابع، كما يمكن أن تصاب أوتار العضلات مما يخلق تشوهات في حركة اليدين والقدمين.. هذا و يمكن للمريض أن يصاب بكلا النوعين معا.. و هناك كذلك اصابة بالجدام تكون هناك بثرة واحدة كبيرة و يكون الجلد حولها باهت، و هذا النوع يشفي تلقائيا في 75% من الحالات.

و تشخيص الجذام يكون عادة بفحص افرازات الأنف او بكحت الأورام الجلدية والبحث عن الميكروب المميز للمرض، هذا بجانب الأعراض التي ذكرناها سابقا... و غالبا يحتاج المريض لعلاج يستمر لعدة سنوات حتي يشفي. و لعلنا نضيف الي ذلك أن مريض الجذام يحتاج لعناية و فحوص مستمرة طوال حياته حتي بعد أن يشفي و هذا أمر في غاية الأهمية لمرضي الجذام.